فصل: محمد بن جد بن قيس

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **


باب الميم والجيم

مجاشع بن مسعود

مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي‏.‏

نزل البصرة‏.‏ روى عنه أبو عثمان النهدي، وكليب بن شهاب، وعبد الملك بن عمير‏.‏ وأسلم قبل أخيه مجالد‏.‏

وقتل يوم الجمل بالبصرة مع عائشة قبل القتال الأكبر، وذلك أن حكيم بن جبلة قاتل عبد الله بن الزبير، وكان مجاشع مع ابن الزبير، فقتل حكيم وقتل مجاشع‏.‏ قاله خليفة بن خياط‏.‏

وقال غيره‏:‏ قتل يوم الجمل يوم الحرب التي حضرها علي وطلحة والزبير‏.‏ وقد استقصينا ذلك في الكامل في التاريخ‏.‏

وكان مجاشع أيام عمر على جيش يحاصر مدينة توج ففتحها‏.‏

أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا أبو النصر، حدثنا أبو معاوية- يعني شيبان- عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق، عن مجاشع بن مسعود‏:‏ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ له ليبايعه على الهجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا، بل نبايع على الإسلام؛ فإنه لا هجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

سمال‏:‏ بتشديد الميم، وآخره لام‏.‏

مجاشع بن سليم

مجاشع بن سليم‏.‏

قاله أبو موسى‏:‏ فرق العسكري- يعني علياً- بين مجاشع بن مسعود ومجاشع بن سليم، وهما واحد، وهو ابن مسعود، من بني سلم‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

مجاعة بن مرارة

مجاعة بن مرارة بن سلمى- وقيل‏:‏ ابن سليم- بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الحنفي اليمامي‏.‏

وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم الغورة وغرابة والحبل، وكتب له كتاباً‏.‏

وكان من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار في الردة مع خالد بن الوليد، قد أتينا عليها في الكامل أيضاً‏.‏ ومن خبره مع خالد‏:‏ أنه كان جالساً معه، فرأى خالد أصحاب مسيلمة قد انتضوا سيوفهم، فقال‏:‏ مجاعة، فشل قومك‏.‏ قال‏:‏ لا، ولكنها اليمانية، لا تلين متونها حتى تشرق ‏!‏ قال خالد‏:‏ لشد ما تحب قومك ‏!‏ قال‏:‏ لأنهم حظي من ولد آدم‏.‏

 أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث قال‏:‏ حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، حدثني الدخيل بن إياس بن نوح بن مجاعة، عن هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه، عن جده مجاعة‏:‏ أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب دية أخيه الذي قتله بنو سدوس من بني ذهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو كنت جاعلاً لمشرك دية لجعلت لأخيك، ولكني سأعطيك منه عقبى‏.‏ فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بمائة من الإبل، من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل‏.‏

لم يرو عنه غير ابنه سراج، ويقال له السلمي نسبة إلى جده سليم، لا إلى سليم بن منصور‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

مجالد بن ثور

مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء- واسمه ربيعة- بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة‏.‏

يعد في أعراب الكوفة‏.‏ روى عنه ابنه كاهل‏.‏ وفد هو وابن أخيه بشر بن معاوية على النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمهما يس والحمد لله رب العالمين والمعوذات الثلاثة‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَه أَحَدٌ‏}‏ و‏{‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقْ‏}‏، و‏{‏قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ‏}‏ الناس‏.‏ وعلمهما الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

مجالد والد أبي عثمة

مجالد والد أبي عثمة الهجيمي‏.‏

يرد ذكره في ترجمة الهجيم، إن شاء الله تعالى‏.‏

مجالد بن مسعود

مجالد بن مسعود السلمي‏.‏

تقدم نسبه عند ذكر أخيه مجاشع‏.‏ يكنى مجالد أبا معبد‏.‏ سكن البصرة، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع، بعد الفتح‏.‏

روى أبو عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، هذا مجالد بن مسعود فبايعه على الهجرة‏.‏ قال‏:‏ لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام والجهاد‏.‏

قال ابن أبي حاتم‏:‏ إن مجالد بن مسعود قتل يوم الجمل، ولم يقل في مجاشع‏:‏ إنه قتل يوم الجمل، فوهم، فإن مجاشعاً لا شك أنه قتل يوم الجمل، ولا تبعد رواية أبي عثمان عنهما، فإنهما ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقبراهما بالبصرة‏:‏ قبر مجاشع وقبر مجالد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

مجدي الضمري

مجدي الضمري‏.‏

غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات روى أبو المفرج بن عطي بن مجدي الضمري، عن أبيه، عن جده قال‏:‏ غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال‏:‏ اعزلوا إن شئتم، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

قلت‏:‏ كذا في كتاب ابن منده وأبي نعيم‏:‏ غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق بواو العطف، وهو وهم، أظنه‏:‏ أو غزوة بني المصطلق؛ لأن غزوة المريسيع هي غزوة بني المصطلق، فيكون الراوي قد شك، هل قال‏:‏ المريسيع أو بني المصطلق‏.‏ والله أعلم‏.‏

والمفرج‏:‏ بميم، وعطي‏:‏ تصغير عطاء‏.‏

مجدي بن قيس

مجدي بن قيس الأشعري‏.‏ تقدم نسبه عند أخيه أبي موسى‏.‏ ذكره أبو عمر في اسم أخيه أبي رهم‏.‏ قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر‏.‏

مجذر بن ذياد

مجذر بن ذياد‏.‏

تقدم نسبه في أخيه‏:‏ عبد الله بن ذياد‏.‏ وهو بلوي وحلفه في الأنصار‏.‏

وهو الذي قتل سويد بن الصامت في الجاهلية، فهاج قتله وقعة بعاث‏.‏ ثم أسلم المجذر، وشهد بدراً، وقتل فيها أبا البختري بن هشام بن خالد بن أسد بن عبد العزى القرشي‏.‏

 أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق قال‏:‏ حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير- قال‏:‏ وحدثني ابن شهاب، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، وغيرهم من علمائنا في وقعة بدر‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ من لقي أبا البختري فلا يقتله‏.‏ قالوا‏:‏ وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله، لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، كان لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان فيمن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم، فلقي المجذر بن ذياد البلوي أبا البختري، فقال له المجذر‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن قتلك- ومع أبي البختري زميل له قد خرج معه من مكة- فقال‏:‏ وزميلي ? فقال المجذر‏:‏ لا، والله ما نحن بتاركي زميلك فقال‏:‏ لا تتحدث نساء قريش أني تركت زميلي حرصاً على الحياة‏.‏ وقال أبو البختري حين نازله المجذر‏:‏ الرجز

كلّ أكيلٍ مانـعٌ أكـيلـه ** حتّى يموت أو يرى سبيله

فاقتتلا، فقتله المجذر‏.‏ ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ والذي بعثك بالحق لقد جهدت أن يستأسر فآتيك به، فأبى إلا القتال، فقتلته‏.‏

وقتل المجذر يوم أُحد شهيداً، قتله الحارث بن سويد بن الصامت، وكان مسلماً، فقتله بأبيه ولحق بمكة كافراً، ثم أتى مسلماً بعد الفتح فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمجذر‏.‏ وكان الحارث يطلب غرة المجذر ليقتله، فشهدا جميعاً أُحداً، فلما جال الناس ضربه الحارث من خلفه، فقتله غيلةً‏.‏ فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وأمره أن يقتل الحارث به، فقتله لما ظفر به‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

مجزأة بن ثور

مجزأة بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن عمرو بن سدوس السدوسي‏.‏

قتل في عهد عمر بن الخطاب‏.‏ ذكره البخاري في الصحابة ولا يثبت، وروايته عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وهو أخو منجوف بن ثور‏.‏ وله أثر عظيم في قتال الفرس، قتل يوم فتح تستر مائة من الفرس، فقتله الهرمزان وقتل معه البراء بن مالك، فلما أُسر الهرمزان وحمل إلى عمر أراد قتله، فقيل‏:‏ قد أمنته‏.‏ قال‏:‏ لا أؤمن قاتل مجزأة بن ثور والبراء بن مالك فأسلم الهرمزان، فتركه عمر‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

مجزز المدلجي

مجزز المدلجي القائف‏.‏ وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي‏.‏ وإنما قيل له مجزز، لأنه كان كلما أسر أسيراً جز ناصيته‏.‏

أنبأنا إبراهيم وغير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال‏:‏ حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل علي مسروراً تبرق أسارير وجهه، فقال‏:‏ ألم ترى أن مجززاً نظر إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، فقال‏:‏ هذه الأقدام بعضها من بعض‏.‏

رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وزاد فيه‏:‏ ألم ترى أن مجززاً مر على زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامها، فقال‏:‏ هذه الأقدام بعضها من بعض‏.‏

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم‏.‏

مجمع بن جارية

مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف‏.‏

يعد في أهل المدينة، وكان أبوه ممن اتخذ مسجد الضرار‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ كان مجمع غلاماً حدثاً، قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد الضرار، وكان مجمع يصلي بهم في مسجد الضرار‏.‏ ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق مسجد الضرار، فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب، كلم عمر في مجمع ليصلي بقومه، فقال‏:‏ لا، أو ليس كان إمام المنافقين في مسجد الضرار ?‏!‏ فقال‏:‏ والله الذي لا إله إلا هو، ما علمت بشيء من أمرهم‏.‏ فتركه عمر يصلي‏.‏

قيل‏:‏ إنه كان قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سورة أو سورتين‏.‏

 أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن جعفر الجابري، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر قال‏:‏ جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة كلهم من الأنصار‏:‏ معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد، وكان بقي على المجمع بن جارية سورة أو سورتان حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه ابن أخيه‏:‏ عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، ويعقوب بن مجمع، وعكرمة بن سلمة‏.‏

أنبأنا إسماعيل بن علي وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال‏:‏ أنبأنا قتيبة حدثنا الليث، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن عمه مجمع بن جارية قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ يقتل ابن مريم الدجال بباب لد‏.‏

كذا رواه ابن عيينة، وعقيل، وابن عجلان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله‏.‏ ورواه معمر والأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله‏.‏

قال النسائي‏:‏ وحديث الليث ومن تابعه أولى بالصواب‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

مجمع بن يزيد بن جارية

مجمع بن يزيد بن جارية، هو ابن أخي الذي قبله، وأخو عبد الرحمن‏.‏

قال ابن منده‏:‏ أراهما واحداً‏.‏ يعني هذا ومجمع بن جارية‏.‏

وقال أبو نعيم‏:‏ أفرده بعض المتأخرين عن الأول، وهما واحد‏.‏ روى عنه عكرمة بن سلمة بن ربيعة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمنع الرجل جاره أن يغرز خشباً في جداره‏.‏

وقال أبو عمر‏:‏ مجمع بن يزيد بن جارية، هو ابن أخي الأول، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى‏:‏ لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبةً في جداره، مثل حديث أبي هريرة، قيل‏:‏ إن حديثه هذا مرسل، وإنما يروي عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ وربما رواه عن أبي هريرة‏.‏

وقول أبي عمر يدل على أنه رأهما اثنين، وإنما الاختلاف في أمر حديثه‏:‏ متصل أو مرسل ? والله أعلم‏.‏ وقد جعل البخاري هذا مجمع بن يزيد أخا عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، مثل أبي عمر‏.‏

أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد‏:‏ حدثني أبي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عمرو بن دينار‏:‏ أن هشام بن يحيى أخبره‏:‏ أن عكرمة بن سلمة بن ربيعة أخبره‏:‏ أن أخوين من بني المغيرة، لقيا مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري فقال‏:‏ أشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن لا يمنع جار جاره أن يغرز خشباً في جداره‏.‏ فقال الحالف‏:‏ أي أخي، قد علمت أنك مقضي لك، وقد حلفت، فاجعل أسطواناً دون جداري‏.‏ ففعل الآخر، فغرز في الأسطوان خشبة‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

باب الميم والحاء

محارب بن مزيدة

محارب بن مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي‏.‏

وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلما‏.‏

قاله هشام بن الكلبي‏.‏

حطمة‏:‏ بضم الحاء المهملة، وفتح الطاء‏.‏ وإليه تنسب الدروع الحطمية، قاله ابن ماكولا وقال‏:‏ قال الدارقطني‏:‏ بفتح الحاء، قال‏:‏ والنسبة تبطله‏.‏

محتفر بن أوس

محتفر بن أوس المزني‏.‏

بايع النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ روى عنه أولاده، ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ خراسان‏.‏ رواه أحمد بن الحسين النيسابوري‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

محجن بن الأدرع

محجن بن الأدرع الأسلمي، من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر‏.‏ كان قديم الإسلام‏.‏

قال أبو أحمد العسكري‏:‏ إنه سلمي‏.‏ وقيل‏:‏ أسلمي‏.‏ وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ارموا، وأنا مع ابن الأدرع‏.‏

سكن البصرة، واختط مسجدها، وعمر طويلاً‏.‏ روى عنه حنظلة بن علي، ورجاء بن أبي رجاء‏.‏

 أنبأنا الخطيب عبد الله بن أحمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي‏:‏ حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء الباهلي قال‏:‏ أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة، فإذا بريدة الأسلمي قاعد على باب من أبواب المسجد، وفي المسجد رجل يقال له‏:‏ سكبة يطيل الصلاة، وكان في بريدة مزاحة، فقال بريدة‏:‏ يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة? فلم يرد عليه، وقال‏:‏ أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى سدة المسجد، فإذا رجل يركع ويسجد، فقال لي‏:‏ من هذا ? فقلت‏:‏ هذا فلان‏.‏ وجعلت أُطريه وأقول‏:‏ هذا، هذا، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لا تسمعه فتهلكه‏.‏ ثم انطلق حتى بلغ باب الحجرة، ثم أرسل يدي من يده‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ خير دينكم أيسره‏.‏

ثم انتقل محجن بن الأدرع من البصرة إلى المدينة، فتوفي بها آخر أيام معاوية‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محجن بن أبي محجن الديلي

محجن بن أبي محجن الديلي، من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة‏.‏

معدود في أهل المدينة، يكنى أبا بسر‏.‏ روى عنه ابنه بسر‏.‏

واختلف في اسم ابنه فقيل‏:‏ بسر، بضم الباء وبالسين المهملة، قاله مالك وغيره‏.‏ وقيل‏:‏ بشر، بكسر الباء وبالشين المعجمة، قاله الثوري‏.‏

وقال أحمد بن صالح المصري‏:‏ سألت جماعة من ولده، فما اختلف على منهم اثنان أنه بشر، كما قال الثوري، يعني بالشين المعجمة، هذا كلام أبي عمر‏.‏

وقال ابن ماكولا‏:‏ بسر، يعني بضم الباء، والسين المهملة‏:‏ بسر بن محجن الديلي، عن أبيه‏.‏ روى عنه زيد بن أسلم، وكان الثوري يقول عن زيد‏:‏ بشر، يعني بالشين المعجمة، ثم رجع عنه‏.‏

أخبرنا فتيان بن أحمد بن محمد بن الجوهري المعروف بابن سمنية بإسناده عن القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن الديلي، عن أبيه‏:‏ أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن بالصلاة وقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم رجع، ومحجن في مجلسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما منعك أن تصلي مع الناس، ألست برجل مسلم ? قال‏:‏ بلى، يا رسول الله، ولكن كنت قد صليت في أهلي‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت أخرجه الثلاثة‏.‏

محدوج بن زيد

محدوج بن زيد الهذلي‏.‏

مختلف في صحبته، حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إن أول من يدعى يوم القيامة بي‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى‏.‏

المحرز بن حارثة

المحرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف‏.‏

استخلفه عتاب بن أسيد على مكة في سفرة سافرها، ثم ولاه عمر بن الخطاب مكة في أول ولايته، ثم عزله وولي قنفذ بن عمير التيمي‏.‏ وقتل المحرز بن حارثة يوم الجمل، ويعد في المكيين‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

محرز بن زهير

محرز بن زهير الأسلمي‏.‏ مدني، يقال‏:‏ له صحبة‏.‏

روى حديثه كثير بن زيد، عن أم ولد محرز، عن محرز‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ الصمت زين العالم‏.‏

وروت ابنته عنه أنه كان يقول‏:‏ اللهم، إني أعوذ بك من زمن الكذابين‏.‏ قلت‏:‏ وما زمان الكذابين ? قال‏:‏ زمان يظهر فيه الكذب، فيذهب الرجل لا يريد الكذب فيتحدث معهم، فإذا هو قد دخل معهم في حديثهم‏.‏

أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى وقال‏:‏ أورده أبو نعيم، وذكر أن ابن منده وهم فيه، فقال‏:‏ ابن زهير‏.‏ قال‏:‏ وفرق بينهما جعفر، فجعلهما اثنين‏.‏ والذي ذكره البخاري في تاريخه في باب محرز، آخره زاي‏:‏ محرز بن زهير‏.‏

وقال محمد بن نقطة الحافظ‏:‏ محرز بن زهير‏.‏ وقيل‏:‏ ابن زهر‏.‏ والأول أصح‏.‏

وأخرجه أبو عمر فقال‏:‏ زهير‏.‏ مثل ابن منده، فبان بهذا أنه ليس بوهم، والله أعلم‏.‏

محرز بن عامر

محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري‏.‏

شهد بدراً، وتوفي صبيحة اليوم الذي غدا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد‏.‏ فهو معدود فيمن شهد اُحداً لذلك، ولا عقب له‏.‏

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى هكذا بالحاء والزاي، ومثلهم قال الدارقطني‏.‏

وقال ابن ماكولا‏:‏ محرر، براءين مهملتين‏:‏ محرر بن عامر، من بني عمرو بن عوف الأنصاري، له صحبة، شهد بدراً‏.‏ كذلك ذكره أصحاب المغازي، موسى بن عقبة، وابن إسحاق والواقدي- قال‏:‏ وقال الدارقطني‏:‏ بالزاي‏.‏ وهو خطأ‏.‏

 قلت‏:‏ هذا الذي ذكره ابن ماكولا هو الذي في هذه الترجمة، إلا أنه جعله من بني عمرو بن عوف‏.‏ وهو وهم؛ فإن أبا جعفر بن السمين أخبرني بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عدي بن النجار‏:‏ محرز بن عامر بن مالك‏.‏ وكذلك رواه سلمة عن ابن إسحاق، وعبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق‏.‏ ومثله قال موسى بن عقبة، وإن كان صحيحاً فهو غير هذا، وليس بشيء‏.‏ والله أعلم‏.‏

محرز بن قتادة

محرز بن قتادة بن مسلمة‏.‏

كان يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام وينهاهم عن الردة، وله في ذلك كلام متين، وشعر حسن‏.‏

محرز القصاب

محرز القصاب‏.‏

أدرك الجاهلية، ذكره البخاري عن موسى بن إسماعيل، عن إسحاق بن عثمان، عن جدته أم موسى، أن أبا موسى الأشعري قال‏:‏ لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأُ أُم الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصاب، مولى بني عدي أحد بني ملكان، وكان من سبي الجاهلية، فذبح وحده‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

محرز بن نضلة

محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، يكنى أبا نضلة، ويعرف بالأخرم الأسدي‏.‏ حليف بني عبد شمس، وكان بنو عبد الأشهل يذكرون أنه حليفهم‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم‏:‏ محرز بن نضلة‏.‏

وشهد بدراً، وأُحداً، والخندق‏.‏ وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم السرح- وهي غزوة ذي قرد- سنة ست، فقتله مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يوم قتل ابن سبع وثلاثين، أو ثمان وثلاثين سنة‏.‏

وقال فيه موسى بن عقبة‏:‏ محرز بن وهب‏.‏ ولم يقل‏:‏ محرز بن نضلة، وذكره فيمن شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس‏.‏

أنبأنا عبيد الله بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس، من بني أسد بن خزيمة‏:‏ ‏.‏‏.‏‏.‏ ومحرر بن نضلة بن عبد الله‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محرز

محرز، غير منسوب‏.‏

روى إبراهيم بن محمد بن ثابت، أخو بني عبد الدار، عن عكرمة بن خالد قال‏:‏ جاءني محرز ذات ليلة عشاءً، فدعونا له بعشاء، فقال محرز‏:‏ هل عندك سواك ? فقلنا‏:‏ ما تصنع به هذه الساعة ? قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نام ليلة حتى يستن‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏

محرش الكعبي

محرش الكعبي، بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وكسر الراء المشددة، قاله ابن ماكولا‏.‏

قاله أبو عمر‏:‏ ويقال‏:‏ محرش، يعني بكسر الميم وسكون الحاء‏.‏

وقال علي بن المديني‏:‏ زعموا أن مخرشاً الصواب، بالخاء المعجمة‏.‏

وروى أبو عمر بإسناده عن إسماعيل بن أمية، عن مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن محرش الكعبي قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر الحديث‏.‏ قال ابن المديني‏:‏ مزاحم هذا هو مزاحم بن أبي مزاحم‏.‏ روى عنه ابن جريج وغيره، وليس هو مزاحم بن زفر‏.‏ قال أبو حفص الفلاس‏:‏ لقيت شيخاً بمكة اسمه سالم، فاكتريت منه بعيراً إلى منى، فسمعني أُحدث بهذا الحديث، فقال‏:‏ هو جدي، وهو محرش بن عبد الله الكعبي، ثم ذكر الحديث، وكيف مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ ممن سمعته ? قال‏:‏ حدثنيه أبي وأهلنا‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وأكثر أهل الحديث ينسبونه‏:‏ محرش بن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي، وهو معدود في أهل مكة‏.‏ روي عنه حديث واحد‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة، ثم أصبح بمكة كبائت- قال‏:‏ ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة‏.‏

أخبرنا غير واحداً بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال‏:‏ حدثنا بندار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محرش الكعبي‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلاً معتمراً، فدخل مكة ليلاً فقضى عمرته، ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق، طريق جمع ببطن سرف، فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس‏.‏

أخرجه أبو عمر‏.‏

محسن بن علي

محسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي‏.‏ أمه‏:‏ فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

 أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو البركات بن نظيف الفراء، أخبرنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشر الدولابي، حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أبو نعيم وعبيد الله بن موسى قالا‏:‏ حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال‏:‏ لما ولد الحسن سميته حرباً‏.‏ فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أروني ابني، ما سميتموه ? قلنا‏:‏ حرباً‏.‏ قال‏:‏ بل هو حسن‏.‏ فلما ولد حسين، سميته حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أروني ابني، ما سميتموه ? قلنا‏:‏ حرباً‏.‏ فقال‏:‏ بل هو حسين‏.‏ فلما ولد الثالث، سميته حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أروني ابني، ما سميتموه ? قلنا‏:‏ حرباً‏.‏ قال‏:‏ بل هو محسن‏.‏ ثم قال‏:‏ سميتهم بأسماء ولد هارون‏:‏ شبر وشبير ومشبر‏.‏

رواه غير واحد عن أبي إسحاق كذلك، ورواه سالم بن أبي الجعد عن علي، فلم يذكر محسناً، وكذلك رواه أبو الخليل، عن سلمان‏.‏

وتوفي المحسن صغيراً‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

محصن الأنصاري

محصن الأنصاري‏.‏ قاله جعفر‏.‏ ورواه بإسناده عن مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، من أهل قباء، عن سلمة بن محصن الأنصاري، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لمن أصبح آمناً في سربه، معافىً في جسده، وعنده طعام يومه، فكأنما حيزت له الدنيا‏.‏

كذا رواه جعفر، وترجم له، وإنما هو سلمة بن عبيد الله بن محصن، عن أبيه‏.‏ كذلك رواه غير واحد، عن مروان، وقد تقدم في عبيد الله‏.‏

أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده، عن ابن أبي عاصم‏:‏ أنبأنا كثير بن عبيد الله الحذاء، حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

محصن بن وحوح

محصن بن وحوح الأنصاري الأوسي‏.‏ وقد ذكرنا نسبه عند أبيه وحوح‏.‏

قتل هو وأخوه حصين بالقادسية، ولا بقية لهما، قاله ابن الكلبي‏.‏

محلم بن جثامة

محلم بن جثامة- واسمه يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، أخو الصعب بن جثامة‏.‏

أنبأنا عبيد الله بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق‏:‏ حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم‏:‏ أبو قتادة، ومحلم بن جثامة، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي، على بعير له، فلما مر علينا سلم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله؛ لشيءً كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتاعه‏.‏ فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه الخبر، فنزل فينا القرآن‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُم في سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ‏:‏ لَسْتَ مُؤْمِناً‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ النساء الآية‏.‏

وذكر الطبري أن محلم بن جثامة توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقي بين جبلين وجعل عليه حجارة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن الأرض لتقبل من هو شر منه، ولكن الله أراد أن يريكم آية في قتل المؤمن‏.‏

قال أبو عمر‏:‏ وقد قيل‏:‏ إن هذا ليس محلم بن جثامة، فإن محلماً نزل حمص بأخرة، ومات بها في أيام ابن الزبير‏.‏ والاختلاف في المراد بهذه الآية‏:‏ كثير جداً، قيل‏:‏ نزلت في المقداد، وقيل‏:‏ في أسامة، وقيل‏:‏ في محلم‏.‏ وقيل‏:‏ في غالب الليثي‏.‏ وقيل‏:‏ نزلت في سرية، ولم يسم قائل هذا أحداً‏.‏ وقيل غيرهم، وكان قتله خطأ‏.‏

ويرد لمحلم ذكر في مكيتل إن شاء الله تعالى‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محمد بن أُبي بن كعب

محمد بن أُبي بن كعب‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يكنى أبا معاذ‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه، وعن عمر‏.‏ وروى عنه الحضرمي بن لاحق، وبسر بن سعيد‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محمد بن أُحيحة

 محمد بن أُحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي‏.‏

ذكر في الصحابة‏.‏ قال عبدان‏:‏ بلغني أن أول من سمي محمداً‏:‏ محمد بن أُحيحة قال‏:‏ وأظن أنه أحد هؤلاء الذين ذكروا في حديث محمد بن عدي- يعني الذين سموا في الجاهلية، حين سمعوا أنه يبعث نبي من العرب، فسمى جماعة منهم أبناءهم رجاء أن يكون هو النبي المبعوث‏.‏ والذين سموا أبناءهم محمداً نفر، منهم‏:‏ محمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن البراء أخو بني عتوارة من بني ليث، ومحمد بن أُحيحة أخو بني جحجبى، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن خزاعي بن علقمة بن محارب بن مرة بن فالج، ومحمد بن عدي بن ربيعة بن جشم بن سعد‏.‏

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى‏.‏

قلت‏:‏ وهذا فيه نظر، فإن سفيان بن مجاشع ومن ذكروا معه، أقدم عهداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثير، فأما أُحيحة بن الجلاح أخو بني جحجبى فإنه كان تزوج أم عبد المطلب، وهي سلمى بنت عمرو، فمن يكون زوج أم عبد المطلب، مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ?‏!‏ هذا بعيد وقوعه، ثم إن ابن مندة وأبا نعيم وأبا عمر، قد ذكروا المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح، كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بدراً، ولعل الكلام سقط منه عقبة والمنذر، حتى يستقيم والله أعلم‏.‏

محمد بن أسلم

محمد بن أسلم بن بجرة الأنصاري، أخو بني الحارث بن الخزرج‏.‏

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبيه صحبة‏.‏

روى محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن محمد بن أسلم بن بجرة، أخي بني الحارث بن الخزرج، وكان شيخاً كبيراً، قال‏:‏ وكان يدخل فيقصي حاجته في السوق، ثم يرجع إلى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر أنه لم يصل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول‏:‏ والله ما صليت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، فإنه قد كان قال لنا‏:‏ من هبط منكم هذه القرية، فلا يرجعن إلى أهله حتى يركع في هذا المسجد ركعتين‏.‏ ثم يأخذ رداءه ويرجع إلى المدينة، حتى يركع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثم يرجع إلى أهله‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً، وأما أبو عمر فقال‏:‏ محمد بن أسلم، روى عن النبي، حديثه مرسل فلم يذكر الحديث، ولا نسبه حتى يعلم‏:‏ هل هو هذا أم غيره ? وأظنه هو‏.‏ والله أعلم‏.‏

محمد بن إسماعيل الأنصاري

محمد بن إسماعيل الأنصاري‏.‏

روى محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ جاءني جبريل فقال‏:‏ إن الله عز وجل أرسلني‏.‏‏.‏‏.‏ وذكر الحديث‏.‏

قال ابن منده‏:‏ أراه إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شماس‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ هذا وهم فيه، لأن إسماعيل في أولاد ثابت لا يعرف، وإنما يعرف‏:‏ محمد بن ثابت، ومن عقبه‏:‏ إسماعيل ويوسف ابنا محمد بن ثابت‏.‏

روى أبو نعيم بإسناده عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل الأنصاري، عن أبيه، عن جده‏:‏ أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله، أوصني وأوجز‏.‏ فقال‏:‏ عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ إسماعيل هذا قيل‏:‏ هو إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس- قال‏:‏ ووهم بعض الرواة في هذا الحديث، وأدخل بين محمد بن أبي حميد، وبين محمد بن إسماعيل‏:‏ محمد بن المنكدر- قال‏:‏ ومن أعجبه أنه- يعني ابن منده- بني الترجمة على ذكر من اسمه محمد، وأخرج الحديث عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده، فإن كانت الرواية صحيحة فإسماعيل لا يخرج عنه في ترجمة محمد‏.‏ ولو قال‏:‏ إسماعيل بن محمد، عن أبيه- لكان أشبه بالترجمة وأقرب، والله أعلم‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

محمد بن أسود بن خلف

محمد بن أسود بن خلف بن أسعد بن بياضة بن سبيع بن خلف بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة الخزاعي‏.‏ وهو ابن عم طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف‏.‏

نسبه شباب العصفري بن خياط، وذكر أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ على ذروة كل بعير شيطان‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

محمد بن الأشعث

محمد بن الأشعث بن قيس الكندي‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أبيه‏.‏

قيل‏:‏ إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ وقد روى عن عائشة‏.‏

 أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن سعد المؤدب بإسناده عن أبي زكريا بن إياس الأزدي قال‏:‏ حدثني محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا سعيد بن سليمان، عن خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عمرو بن قيس، عن محمد بن الأشعث قال‏:‏ حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت‏:‏ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود فقال‏:‏ هم قوم حسد، يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها‏.‏

وروى الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن قال‏:‏ المحمدون الذي اسمهم محمد، وكناهم أبو القاسم‏:‏ محمد بن طلحة، ومحمد بن علي، ومحمد بن الأشعث، ومحمد بن سعد‏.‏

واستعمله عبد الله بن الزبير على الموصل‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم‏.‏ وقال أبو نعيم‏:‏ لا تصح له صحبة‏.‏ والله أعلم‏.‏

محمد بن أنس

محمد بن أنس بن فضالة الأنصاري الظفري‏.‏ وقيل‏:‏ محمد بن فضالة بن أنس‏.‏ ولأبيه صحبة، ولجده أيضاً‏.‏

روى إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري، عن جده يونس بن محمد، عن أبيه محمد بن أنس قال‏:‏ قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أسبوعين، فأُتي بي إليه، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وقال‏:‏ سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي‏.‏

قال‏:‏ وحج بي معه عام حجة الوداع‏.‏

روى عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته قال‏:‏ قتل أنس بن فضالة يوم أُحد فأتى بمحمد بن أنس الظفري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب‏.‏

وروى فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد بن فضالة‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم‏.‏

أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم جعل الترجمة لمحمد بن فضالة، وجعلها ابن منده وأبو عمر لمحمد بن أنس بن فضالة، وهما واحد، والله أعلم‏.‏

محمد الأنصاري

محمد الأنصاري، وقيل؛ الدوسي‏.‏

له صحبة، وله ذكر في حديث أنس‏.‏

روى حماد، عن ثابت، عن أنس‏:‏ أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله، متى تقوم الساعة ?- وعنده غلام من الأنصار اسمه محمد- فقال‏:‏ إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يبلغ الهرم حتى تقوم الساعة‏.‏

ورواه حماد بن زيد، عن معبد بن هلال، عن أنس، ولم يسمه‏.‏

وقيل‏:‏ اسم الغلام سعد‏.‏

ورواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يسم الغلام‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

محمد الأنصاري

محمد الأنصاري‏.‏

روى سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت قال‏:‏ حججت، فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما محمد، وهما يتذاكران الوسواس‏.‏

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده كما ذكرناه، فلا حاجة إلى استدراكه عليه‏.‏

محمد بن إياس

محمد بن إياس بن البكير الكناني‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أبيه‏.‏

قال ابن منده‏:‏ أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تعرف له رواية، يروي عن ابن عباس، فلا تصح له صحبة‏.‏

محمد بن البراء

محمد بن البراء الكناني الليثي، ثم من بني عتوارة‏.‏ هو ممن سمي محمداً في الجاهلية مع محمد بن سفيان وغيره‏.‏ وقد تقدم القول فيه في محمد بن أحيحة‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

محمد بن أبي برزة

محمد بن أبي برزة‏.‏

روى إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر، عن رجل يقال له‏:‏ محمد بن أبي برزة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ليس من البر الصيام في السفر‏.‏

وقد روى أيضاً عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله، عن رجل يقال له‏:‏ محمد بن أبي برزة‏.‏ وكأنه أصح‏.‏

أخرجه أبو موسى‏.‏

محمد بن بشر

محمد بن بشر الأنصاري‏.‏

روى عنه ابنه يحيى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ إذا أراد الله بعبد هواناً أنفق ماله في البنيان‏.‏

وهو الذي شهد لخريم بن أوس الطائي يوم فتح خالد بن الوليد الحيرة‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب له الشيماء بنت نفيلة، فأعطيها خريم‏.‏ وقد تقدمت القصة في خريم، وكان الشاهدان‏:‏ محمد بن مسلمة، ومحمد بن بشر‏.‏ وقيل‏:‏ كان محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محمد بن ثابت

محمد بن ثابت بن قيس بن شماس‏.‏ تقدم نسبه عند ذكر أبيه‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى به أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه محمداً، وحنكه بتمرة‏.‏ سكن المدينة، وقتل يوم الحرة، أيام يزيد بن معاوية‏.‏

 روى إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه‏:‏ أن أباه ثابت بن قيس فارق أمه جميلة بنت أُبي، وهي حامل بمحمد، فلما ولدت حلفت أن لا تلبنه بلبنها‏.‏ فجاء به ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة، وأخبره بالقصة، فقال‏:‏ أدنه مني‏.‏ فأدنيته منه، فبزق في فيه، وسماه محمداً، وحنكه بتمرة عجوة، وقال‏:‏ اذهب به، فإن الله عز وجل رازقه‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محمد بن جابر

محمد بن جابر بن غراب‏.‏

شهد فتح مصر‏:‏ يعد في الصحابة، قاله ابن عبد الأعلى‏.‏

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم‏.‏

محمد بن جد بن قيس

محمد بن جد بن قيس‏:‏ سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً، وشهد فتح مكة، قاله ابن القداح‏.‏

أخرجه أبو موسى مختصراً‏.‏

محمد بن جعفر بن أبي طالب

محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، وهو ابن ذي الجناحين، القرشي الهاشمي‏.‏ وهو ابن أخي علي بن أبي طالب، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ولادته بأرض الحبشة، وقدم إلى المدينة طفلاً ولما جاء نعي جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلى بيت جعفر وقال‏:‏ أخرجوا إلي أولاد أخي‏.‏ فأخرج إليه عبد الله، ومحمد، وعون، فوضعهم النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه ودعا لهم، وقال‏:‏ أنا وليهم في الدنيا والآخرة، وقال‏:‏ أما محمد فيشبه عمنا أبا طالب‏.‏

وهو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي، بعد عمر بن الخطاب‏.‏

قال الواقدي‏:‏ كان محمد بن جعفر يكنى أبا القاسم، قيل‏:‏ إنه استشهد بتستر، قاله أبو عمر‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏

محمد بن أبي جهم

محمد بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي‏.‏

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين‏.‏ قاله أبو عمر وقد ذكره أبو نعيم‏.‏

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا أحمد بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأجره يرعى له- أو‏:‏ في بعض أعماله- فأتاه رجل فرآه كاشفاً عن عورته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ من لم يستحي من الله عز وجل في العلانية، لم يستحي منه في السر‏.‏ أعطوه حقه‏.‏

قال أبو نعيم‏:‏ ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلين من الصحابة، قال‏:‏ ولا أراه صحيحاً‏.‏

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى‏.‏

محمد بن حاطب

محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي‏.‏

ولد بأرض الحبشة، أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل، وقيل‏:‏ جويرية‏.‏ وقيل‏:‏ أسماء بنت المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، هاجرت إلى أرض الحبشة أيضاً مع زوجها حاطب، فولدت له هناك محمداً والحارث ابني حاطب‏.‏ كان محمد يكنى أبا القاسم، وقيل‏:‏ أبو إبراهيم‏.‏ وهو أول من سمي في الإسلام محمداً وقيل‏:‏ إن أباه هاجر به إلى الحبشة وهو طفل‏.‏

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله حدثني أبي، أخبرنا إبراهيم بن أبي العباس ويونس بن محمد قالا عن عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أبيه، عن محمد بن حاطب يحدث عن أمه قالت‏:‏ خرجت بك من أرض الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب، فذهبت أطلب، فتناولت القدر، فانكفأت على ذراعك، فقدمت المدينة، فأتيت بك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت‏:‏ يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك‏.‏ قالت‏:‏ فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، ثم تفل على يدك، ثم قال‏:‏ ‏"‏أذْهِبِ ألْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، أشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمَاً‏"‏‏.‏ قالت‏:‏ فما قمت من عنده حتى برئت يدك‏.‏

قال مصعب‏:‏ كانت أسماء بنت عميس قد أرضعت محمد بن حاطب الجمحي مع ابنها عبد الله، فكانا يتواصلان على ذلك، حتى ماتا‏.‏

روى عنه أبو بلج، وسماك بن حرب، وأبو عون الثقفي‏.‏

 أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى‏:‏ حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بلج، عن محمد بن حاطب الجمحي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت‏.‏

قال هشام بن الكلبي‏:‏ شهد محمد بن حاطب مع علي مشاهده كلها‏:‏ الجمل، وصفين، والنهروان‏.‏

وتوفي محمد أيام عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين بمكة، وقيل بالكوفة، قاله أبو عمر‏.‏

وقال أبو نعيم‏:‏ توفي سنة ست وثمانين بالكوفة، أيام عبد الملك بن مروان- قال‏:‏ وقيل‏:‏ إنه مات بمكة سنة أربع وسبعين‏.‏

أخرجه الثلاثة‏.‏